وزيرتان وجائزة
- 2019/02/14
أدعو الدكتورة سحر نصر إلى التواصل مع شركة بى دبليو سى، ليس بصفتها وزيرة للاستثمار، لكن بصفتها الوزيرة التى ترأس اللجنة التنفيذية لصندوق تحيا مصر، الذى ينفذ مبادرة نور حياة لصالح مرضى العيون.. ثم أدعو الدكتورة هالة زايد إلى التواصل نفسه، ليس باعتبارها وزيرة للصحة، ولكن لكونها الوزيرة المسؤولة عن تنفيذ مبادرة إعلان مصر خالية من فيروس سى مع بدء العام المقبل.. والمبادرتان رئاسيتان كما يعرف الكل، ويرى، ويتابع!
فما هى هذه الشركة، وما سبب الدعوة؟!
أما الشركة فهى التى تتولى فى كل سنة اختيار وزير من أى دولة لجائزة أحسن وزير فى العالم، بتكليف من إدارة مؤتمر قمة الحكومات فى دبى، التى تتولى هى إعلان اسم الوزير فى فبراير من كل عام، وتتولى أيضاً إعطاءه الجائزة!
إن الوزراء الذين فازوا بالجائزة هذا العام، والعام السابق، والعام السابق على السابق، نفذوا مشروعات فى السنغال، وفى إندونيسيا، وفى أفغانستان، قريبة للغاية مما تنفذه الوزيرتان نصر وزايد، على مستوى مشروع نور حياة، ثم مشروع فيروس سى!
وما فعلته وزيرة الصحة السنغالية فى بلادها مع مرض الإيبولا، ونالت عنه جائزتها، لا يختلف كثيراً عن موضوع مرض فيروس سى.. وما فعله الدكتور فيروز الدين فيروز، وزير الصحة الأفغانى، مع مرض شلل الأطفال فى أفغانستان، ونال عنه الجائزة، لا يختلف هو الآخر عما يقوم به الصندوق هذه الأيام مع مرضى العيون على مستوى البلد، وبالذات مع تلاميذ الإبتدائى الذين سيخضعون بالملايين من خلال مبادرة نور حياه لمسح شامل، وسيحصل المرضى منهم على مليون نظارة!
وما أعرفه أن الشركة المشار إليها تقوم بمتابعة مثل هذه التجارب الرائدة فى العالم، وتقوم باستكشافها أولاً بأول، وتقوم بتقييمها، ثم ترفع ترشيحاتها وتقديراتها فى النهاية إلى القمة الحكومية، ليجرى الاستقرار على اسم الوزير الفائز!
وما أعرفه أيضاً أن منظمة الصحة العالمية تحمل تقديراً خاصاً من مقرها فى جنيف، لمبادرة فيروس سى، وقد غرد مديرها الإثيوبى بهذا المعنى مراراً، وسفيرنا هناك علاء يوسف يعرف ذلك، ويراه، ويرصده، ويتحدث عنه فى مناسبات كثيرة!
وعندما يكون هذا هو رأى المنظمة، فالمؤكد أن ذلك سيكون فى الاعتبار لدى الشركة، وكذلك لدى إدارة القمة، ولو أن الصحة العالمية تابعت مبادرة نور حياة، وسوف تتابعها فى الغالب، فلن يتغير رأيها فيها عن رأيها فى مبادرة الفيروس!
الوزيرتان مدعوتان إلى التسويق للمبادرتين على هذا المستوى، لأنهما مبادرتان رائدتان، ولأنهما لهذا السبب تستحقان!
بقلم سليمان جودة نقلا عن المصري اليوم