مدينة متكاملة في قلب الصحراء … هكذا غيرت "الرحاب" مفهوم "الكمباوند" في مصر .. (فيديو)

مدينة متكاملة في قلب الصحراء … هكذا غيرت "الرحاب" مفهوم "الكمباوند" في مصر .. (فيديو)
  • الرحاب
  • 2021/03/25

في قلب إحدى البقاع الصحراوية، الواقعة خارج المجال الحيوي لمدينة القاهرة، وقبل ٢٦ عاماً، وقف المطور العقاري هشام طلعت مصطفى ، الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لمجموعة طلعت مصطفى ، متأملاً أرضًا مقفرة، تقبع تحت آلاف الاطنان من الكثبان الرملية، حينها لم يكن ليلتفت أحد لموقع جغرافي كهذا، حيث كان مجرد التفكير في تنفيذ أي مشروع خارج نطاق العاصمة درباً من الخيال

 فما هو الحال إذا كانت الفكرة التي لمعت في عيني العضو المنتدب للمجموعة العريقة وهو يقف في قلب رمال هذه الصحراء عام ١٩٩٥ هي بناء مجتمعاً عمرانياً متكاملاً، عرف لاحقاً باسم مدينة "الرحاب".


عن تلك اللحظة، يتذكر هشام طلعت مصطفى ، قائلا: "حينما فكرنا في بناء مدينة الرحاب منتصف التسعينات كانت المسافة التي يجب علينا قطعها للوصول إلى النقطة الأولى في هذا الموقع تتجاوز ٢٥ كيلو متراً، وكان التحدي الأكبر أمامنا يتمثل في كيفية خلق حياة متكاملة في هذا المكان الذي يقع في شرقي القاهرة بطابعه الصحراوي آنذاك، فضلا عن افتقاده الخدمات، والبنية التحتية، وغيرها من مقومات الحياة المدنية الحديثة".


"البعض في هذا الوقت اتهمنا بالجنون".. يقول هشام طلعت مصطفى تعليقاً على رد الفعل الأول الذي تلقاه حينما عرض تلك الفكرة على طاقمه المعاون، ويضيف: "البعض تسائل عن المخاطرة الكبيرة التي سنتحملها جراء تلك الخطوة، لكننا في النهاية كانت لدينا دوافع كبيرة لإنجاز هذا الحلم بدعم من دراسات علمية كانت تشير إلى أن حجم الطلب على السكن في شرق القاهرة يصل لنحو ٦٥٪ مقابل ٣٥٪ لغرب العاصمة، لكن بشرط توافر منتج عقاري متكامل، بنظام سداد مرن".


لم يكن الطريق نحو بناء مدينة الرحاب ممهدًا بالورود، فقد واجهت الفكرة تحديات كبيرة كان على رأسها كيفية خلق حياة حقيقية وسط الصحراء وإقناع العملاء بأن كل احتياجاتهم متوفرة على بعد دقائق معدودة. استفادت المجموعة من تجارب بناء المجتمعات العمرانية الجديدة خلال الفترات السابقة، والتي تعثرت نتيجة غياب الخدمات، وقررت طلعت مصطفى العمل على توفير خدمات متكاملة بالتوازي مع بناء الوحدات السكنية حتى يقتنع العميل أنه لن يتملك وحدة سكنية في مكان ليس مؤهل للحياة، وتعاقدت المجموعة مع عدد من مقدمي الخدمات مقابل حوافز جذابة، ونجحت بالفعل تلك السياسة في استقدام مقدمي الخدمات الصحية والتعليمية وغيرها، وخلال ستة أشهر بدأ العملاء في الانتقال لوحداتهم السكنية بالرحاب وتسارع معدل الإشغال داخل المدينة.


وتعد "الرحاب" أول مدينة سكنية متكاملة ينشئها القطاع الخاص في مصر، حيث بدأ تنفيذها في أكتوبر عام 1997 وتم تقسيم العمل بالمشروع إلى عشر أحياء ضخمة، تصل مساحة كل حي لنحو 220 فدان، وتضم آلاف الوحدات السكنية من شقق وفيلات بمساحات مختلفة تناسب كافة الأذواق. ولا تزيد ارتفاعات العمارات عن خمسة طوابق للحفاظ على النسق الحضاري للمدينة مع الحرص على توفير إطلالة لكافة الوحدات على المساحات الخضراء الشاسعة.


ويعد تنوع الخدمات المقدمة للسكان في كافة المجالات هو العامل الأول لتميز مدينة الرحاب عن باقى المجتمعات العمرانية المماثلة ، حيث تضم الرحاب سوقين تجاريين كبيرين، هما السوق التجاري القديم والسوق الشرقي ، ويضمان عدداً من الأنشطة التجارية والحرفية المختلفة، فضلاً عن تواجد أشهر المطاعم والكافيهات بالفود كورت والايست كورت، بالإضافة إلى المولات التجارية الضخمة والتي تضم أشهر البراندات والعلامات التجارية المحلية والعالمية، مثل مول الرحاب 1 و 2 ومول أفنيو وقريباً مول جيت واي .


وتضم الرحاب كافة الخدمات لتلبية احتياجات السكان المختلفة ، فهناك العديد من المراكز الطبية في مختلف التخصصات، بالإضافة إلي  سيارة اسعاف مجهزة بوحدة رعاية مركزة لخدمة القاطنين بمدينة الرحاب . كما يتوافر عدد من الخدمات الحكومية الجماهيرية مثل نقطة شرطة-  نقطة مرور- نقطة مطافئ- شهر عقاري- مكتب بريد- سنترال مركزي. ويوجد بالرحاب أكثر من 10 بنوك حكومية وخاصة بفروعها المختلفة لتلبية احتياجات السكان .


وتوفر الرحاب نادي رياضي يحمل اسمها ومقام على مساحة ١٠٨ فدان ويضم كافة الأنشطة الرياضية والمجتمعية فضلا عن الملاعب الأوليمبية تستضيف بطولات محلية ودولية بمختلف الألعاب الرياضية. كما توفر المدينة لقاطنيها خطوطاً للمواصلات تصل إلى عدد من الأماكن الحيوية بالقاهرة ، فضلاً عن تخصيص خطوط أتوبيسات للجامعات لخدمة طلاب المدينة.


وتضم الرحاب كذلك عدداً من المدارس المختلفة ما بين لغات ودولية لاستيعاب أبناء قاطني المدينة ، وهم المدرسة البريطانيه الدولية والمدرسة الألمانية والمدرسة الفرنسية ومدرسة عثمان ابن عفان ومدرسة الفيوتشر.


ومع ظهور فكرة المدن الذكية ، حرصت مجموعة طلعت مصطفي، على إدخال التقنيات الحديثة والذكية في إدارة مدينة الرحاب من خلال التعاقد مع شركة "هواوي تكنولوجيز" لتوفير أحدث الأنظمة الذكية في إدارة وتشغيل المرافق والخدمات في المدينة أسوة بما هو

متبع عالمياً.

ويجري حالياً تفعيل المنظومة الأمنية الذكية لتحقيق أقصى درجات الأمن في الرحاب من خلال استكمال منظومة كاميرات المراقبة الذكية وبدء تشغيلها لتغطية كافة المناطق المفتوحة والشوارع والميادين بمختلف أرجاء المدينة .


وتحرص مجموعة طلعت مصطفى باستمرار على إعادة تأهيل ورفع كفاءة المرافق وشبكات الطرق والبنية التحتية بالرحاب، والاهتمام بالمسطحات الخضراء والتركيز على الشكل الجمالي والنسق الحضاري للمدينة . ومن هذا المنطلق تقوم طلعت مصطفى منذ 2019 بتنفيذ خطة لتطوير المدينة ورفع كفائتها على كافة المستويات، بتكلفة إجمالية تصل لنحو ١٧٠ مليون جنيه، ودون تحميل الساكنين مليماً واحداً، وهو الأمر الذي أضفى حالة من الرضا والامتنان لدى قاطني المدينة.


وعلى مدى ٢٣ عاماً نجحت مدينة الرحاب في الحفاظ على قيمتها كواحدة من أهم المجتمعات العمرانية المتكاملة في مصر، حيث تضاعفت أسعار الوحدات السكنية، وأصبح الاستثمار العقاري في مدينة الرحاب جاذباً للأفراد، ويكفى النظر إلى سعر المتر المربع حينما تم إطلاق المشروع حيث لم يكن ليتجاوز 800 جنيها آنذاك، إلى أن وصل الآن بفضل التطوير المستمر والحفاظ على بنية المدينة لأكثر من 25 ألف جنيه.



ويوماً بعد يوم، تثبت مدينة الرحاب أنها بحق درة التاج للمشروعات العمرانية في منطقة شرق القاهرة، كما أثبتت حصافة رؤية المطور العقاري هشام طلعت مصطفى وتطلعه لبناء مجتمع عمراني متكامل في تلك البقعة، الأمر الذي شجع عشرات المطورين العقاريين لتنفيذ مشروعات سكنية بالقرب من مدينة الرحاب للاستفادة من الخدمات المتوافرة فيها. ويمكن القول أن مدينة الرحاب لعبت دور البطولة في لفت أنظار الجميع لتلك المنطقة الصحراوية التي لم يكن أحدًا ليخطط لخوض غمار تجربة تطويرها لولا النجاح المدوي الذي حققته مجموعة هشام طلعت مصطفى العقارية.