خلال فبراير .. 29.9 مليار جنيه مكاسب رأس المال السوقي للبورصة و " الثلاثيني" يرتفع 4.7%
- 3
- 2019/03/02
جاء الأسبوع الأخيرمن تعاملات شهر فبراير، استثناءا للأداء القوي الذي شهدته مؤشرات السوق منذ بداية العام في ظل موجة صعود استمرت علي مدي ثلاثة أسابيع متتالية. ولا شك أنه كان من الطبيعي أن يواجه السوق بعض ضغوط العمليات البيعية والتي لم تأت بصورة عنيفة وإن كانت قد طالت الأسهم القيادية لجني الأرباح بعد المكاسب السعرية المحققة علي مدي شهر فبراير والتي تعززت بعد القرار الأخير للبنك المركزي بخفض أسعار الفائدة بنسبة 1%.
وقد انعكست العمليات البيعية والتي كانت قد بدأت منذ الجلستين الأخيرتين من الاسبوع الماضي علي أداء المؤشر الثلاثيني الذي تخلي خلال تعاملات الأسبوع الأخير عن مستوي الـ15 ألف نقطة، بعد الارتفاعات المتتالية والتي دفعته للقمم السابقة حيث كان قد تحرك صوب مستوي الـ15300 نقطة.
ومن الواضح أن أداء سهم " التجاري الدولي " الذي انخفض خلال تعاملات الأسبوع عن مستوى الـ 70 جنيه ، انعكس بشكل غير مباشر على أداء الأسهم القيادية الأخرى في السوق بما في ذلك قياديات القطاع العقاري، في ظل استيعاب السوق بالفعل قرار البنك المركزي حيث أنه علي الرغم من الآثار الإيجابية لذلك القرار والمتوقعة علي أداء القطاعات الاقتصادية وفي مقدمتها القطاع العقاري إلا أنه كما يري المحللون فإن البورصة مازالت في انتظار خطوات مماثلة من قبل المركزي تؤكد أنه تم الانتقال لمرحلة التيسير الائتماني خاصة مع وجود مؤشرات علي انحسار التضخم في الحدود الآمنة.
أداء متباين
فقد اعترض المؤشر الثلاثيني مقاومة للبقاء فوق مستوي الـ 15 ألف نقطة ومواصلة رحلة الصعود التي حققها خلال الأسابيع الماضية والتي استمرت بعد قرار البنك المركزي في منتصف شهر فبراير في ظل ترقب السوق لأية بيانات إيجابية جديدة وهو ما يفسر الضغوط البيعية التي شهدتها قياديات السوق في جلسات الأسبوع الأخير من شهر فبراير.
فقد شهدت مؤشرات البورصة خلال الأسبوع أداءا متباينا إذ تراجع مؤشر ايجي اكس 30 بنحو 2.2% لينهي الأسبوع حول مستوي الـ 14800 نقطة مسجلا 14803.9 نقطة وفي المقابل تمكن المؤشر الأوسع نطاقا ايجي اكس 100 من البقاء فوق مستوي الـ1800 نقطة مسجلا ارتفاعا هامشيا خلال الأسبوع بنسبة 0.02% فيما حقق مؤشر أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة مكاسب بنسبة 0.35%.
وقد أغلق رأس المال السوقي للبورصة عند مستوي 823.3 مليار جنيه بتراجع نسبته 1.5% عن الأسبوع السابق، وبلغ إجمالي قيمة التعاملات بالبورصة خلال الأسبوع نحو 7 مليارات جنيه مقارنة باجمالي قيمة التعاملات المسجلة في الأسبوع السابق والتي كانت قد بلغت نحو 8.1 مليار جنيه.
مكاسب فبراير
ورغم التباين الذي شهدته مؤشرات البورصة وتخلي مؤشر الأسهم القيادية عن مستوي الـ15 ألف نقطة إلا أن المؤشر نجح في إضافة أكثر من 700 نقطة خلال شهر فبراير بارتفاع نسبته حوالي 4.7%، بينما أضاف مؤشر أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة قرابة الـ 5% من المكاسب. فقد شهد شهر فبراير أطول موجة صعود لمؤشرات السوق محققة مكاسب علي مدي 17 جلسة متتالية في ظل عوامل إيجابية تتعلق بالاقتصاد الكلي حيث شهد الشهر في بدايته موافقة صندوق النقد الدولي علي الشريحة الخامسة من قرضه، وذلك بقيمة ملياري دولار وهو ما يعد شهادة ثقة جديدة في نجاح برنامج الإصلاح الاقتصادي الذي تنتهجه الحكومة، كما شهد منتصف الشهر قرار البنك المركزي بخفض سعر الفائدة وهوما أسهم في تعزيز مكاسب البورصة حيث تجاوبت قطاعات السوق، وفي مقدمتها أسهم القطاع العقاري، بشكل سريع مع ذلك القرار. كما تجاوب السوق إلي حد كبير مع نتائج أعمال الشركات وتوزيعات الأرباح التي أعلنت خلال الشهر. وقد حقق رأس المال السوقي للبورصة مكاسب بنحو 29.9 مليار جنيه خلال شهر فبراير.
قطاع العقارات
وجاء قطاع العقارات ضمن القطاعات الأكثر نشاطا من حيث حجم التعاملات خلال الأسبوع الأخير حيث بلغ اجمالي حجم التداول علي أسهم القطاع، وقد استمرت بعض ضغوط عمليات البيع لجني الأرباح علي قياديات السوق بما في ذلك الأسهم القيادية بالقطاع العقاري لينهي سهم "التجاري الدولي" تعاملات شهر فبراير دون مستوي ال70 جنيه، وبلغت حصة أسهم قطاع العقارات من إجمالي التعاملات في البورصة خلال جلسة اليوم نحو 13.2% وحظيت أسهم القطاع علي نحو 10.9% من اجمالي قيمة رأس المال السوقي في البورصة لتأتي في الترتيب الثاني بعد قطاع البنوك والذي بلغت حصته نحو 25.12%.
وقد أغلق سعر سهم بالم هيلز علي تراجع بنسبة 0.72% في آخر جلسات الأسبوع مسجلا 2.77 جنيه مقابل سعر الإغلاق في نهاية الأسبوع السابق والذي كان قد بلغ 2.81 جنيه، وهبط سعر سهم مجموعة عامر القابضة في جلسة آخر الأسبوع بنحو 5.5% ليغلق علي 0.886 جنيه مقابل سعر الفتح البالغ 0.938 جنيه، وكان سعر السهم قد سجل في نهاية الأسبوع السابق 0.907 جنيه. وجاء ذلك التراجع في سعر السهم بعد إعلان المجموعة بالشطب الاختياري من البورصة حيث أشارت الشركة في مبررات ذلك القرار إلي أن النسبة الغالبة من نشاط التطوير العقاري الذي يعد العمود الفقري للإيرادات قد انتقلت الي مجموعة بورتو القابضة. وأغلق سعر سهم مجموعة بورتو القابضة عند 0.927 جنيه مقارنة بالسعر المسجل في نهاية الاسبوع السابق والذي بلغ 1.018 جنيه.
وفي ظل موجة التراجعات التي شهدتها الأسهم القيادية بالقطاع العقاري مع استمرار الضغوط البيعية التي شهدها السوق بشكل عام بعد الارتفاعات المحققة علي مدي ثلاثة أسابيع من شهر فبراير، فقد أغلق سعر سهم سوديك في آخر جلسات علي تراجع بنسبة 0.31% ليبلغ 16.120 جنيه، وأغلق سعر سهم مجموعة هشام طلعت مصطفي القابضة عند 11.26 جنيه مقابل سعر الفتح البالغ 11.34 جنيه، ومقابل سعر الإغلاق المسجل في نهاية الاسبوع السابق الذي كان قد بلغ 11.4 جنيه. وتشير التقديرات إلى أن سعر السهم لا يعبر أو يعكس بيانات نتائج الأعمال وأرباح مجموعة هشام طلعت مصطفي، حيث جاءت تحركات السهم في سياق ضغوط التراجع التي شهدتها بعض الأسهم القيادية الأخرى في السوق . وأغلق سعر سهم مدينة نصر للإسكان علي تراجع بنسبة 1.77% في آخر جلسات تعاملات الأسبوع ليبلغ 7.23 جنيه، وسجل سعر سهم مصر الجديدة للإسكان بنهاية التعاملات 20.68 جنيه مقارنة بسعر الفتح البالغ 20.91 جنيه فيما أغلق سعر سهم أوراسكوم للتنمية علي ارتفاع بنسبة 0.56% ليبلغ 7.14 جنيه.
صعود جديد
وتشير آراء أغلب المحللين إلي أن العمليات البيعية لجني الأرباح والتي ظهرت منذ الأسبوع الماضي جاءت طبيعية وكان هناك ما يبررها في ظل تحركات تصحيحية وتدويرا للسيولة بعد الصعود القوي الذي حظي به السوق منذ شهر يناير، حيث أن تلك العمليات تأتي تمهيدا لتحرك المستثمرين نحو مراكز جديدة وهو ما سيهيأ البورصة لمعاودة اتجاهها الصعودي والوصول بمؤشر الأسهم القيادية وباقي مؤشرات السوق لمستويات جديدة خاصة مع بدء انطلاق قطار الطروحات الحكومية حيث أعلنت وزارة قطاع الأعمال نتائج الطرح الخاص لأسهم الشركة الشرقية للدخان في خطوة ستسهم في تنشيط أداء السوق حيث تم تغطية الطرح الخاص لأسهم الشركة 1.8 مرة بسعر 17 جنيه للسهم وبنسبة زيادة 3% عن سعر إغلاق جلسة نهاية الأسبوع، ومن المقرر أن يبدأ الطرح العام لأسهم الشركة اعتبارا من الأحد وحتي الثلاثاء المقبل.