تصورات المبدعين والكتّاب عن شكل العاصمة الإدارية ثقافيًا
- مدينة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية
- 2019/09/05
كتبت ايمان عادل فى مقالها
بجريدة الدستور عن تصورات الادباء والمبدعين عن الشكل المستقبلى للعاصمة الادارية
الجديدة والتى من المتوقع ان تكون عاصمة الثقافة فى مصر لاحتوائها على واحدة من
اكبر المدن الثقافية فى العالم ، وجمعت فى مقالها اهم ما قاله عدد من هؤلاء
المثقفين فى المقال التالى :
تتواثب
الشهور سريعًا باتجاه انجاز ما تبقى من العاصمة الإدارية الجديدة ومن المفترض أن
تتم عملية نقل الوازارات إليها منتصف العام المقبل، وهو ما يجعلنا نتابع ما تم
إنجازه بالفعل في العاصمة الإدارية الجديدة ثقافيا، ونسأل المثقفين عن آمالهم في
الشكل الثقافي المرجو من العاصمة وكيف نستخدم عدد من المقترحات لممارسة توريط
ثقافي إيجابي للمواطنين زوار العاصمة الإدارية الجديدة.
الكاتبة فاطمة ناعوت
قالت في تصريحات لـ"الدستور" إنها تتوقع إنشاء مجمع مسارح على غرار مجمع
مسارح العتبة يستخدم التقنيات القديمة والحديثة في المسرح مع ضرورة تقديم
المسرحيات الكلاسيكية، وتقسيم مجمع المسارح إلى مسرح كلاسيكي ومسرح حديث ومسرح
تجريبي ومسرح أطفال معتبرة "الطمع في الجمال مشروع في الجمال مشروغ وواجب
ومحبب".
وأضافت ناعوت:
"أتمنى أن يكون هناك دار أوبرا عظيمة على غرار أوبرا سيدني، ومكتبات ثابتة،
تقدم خدمات القراءة والاستعارة ومكتبات متحركة توزع الكتب بشكل مجاني أو بالبيع،
كما أتمنى انشاء دار سينما كبيرة وجاليري على غرار جاليري بيكاسو يتم تسميته على
اسم أحد رواد الفن التشكيلي المصريين يعرض فنون تشكيلية ونحتية ومتحف يعرض قطع
موديلات أثرية غير أصلية لكنها جيدة الصنع.
كما اقترحت ناعوت
زراعة أشجار ونباتات من كل أنحاء العالم لتخلق من العاصمة الجديدة مناخ أشبه بمتحف
نباتات مفتوح يتعزيز الصورة البصرية والجمالية للمدينة، كي لا تتحول المدينة
لشواهق أسمنتية أو مدينة من الاسمنت بحسب تعبير الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي.
تذكرت الشاعرة فاطمة
ناعوت تجربة الشيخ زايد في الإمارات حينما جلب طيور نادرة من كل أنحاء العالم
وأطلقها في سماء الإمارات وتكاثرت هذه الطيور وخلقت لوحة بصرية وسمعية جمالية
بديعة.
زراعة الأشجار
وإطلاق الطيور لا ينفصل من وجهة نظر فاطمة ناعوت عن إنشاء أي مشروع ثقافي مهم،
تقول " هذه التفاصيل البسيطة ترتقي بذائقة الإنسان وإن استطعنا الارتقاء
بالذوق ستختفي الهمجية والمظاهر المسيئة كالتحرش وخلافه.
الناشر محمد البعلي
صاحب دار نشر صفصافة يرصد بحكم سفره المتكرر لعواصم ثقافية حول العالم ويرى تجارب
مميزة من الممكن تطبيقها في مصر، اقترح إنشاء متاحف إستثنائية وهي متاحف لا تستهدف
عرض الشائع في المتاحف من قطع أثرية، بل عرض مقتنيات لها بعد نوعي ومعرفي ونادر
ومرتبط بالتاريخ والتراث في نفس الوقت، كإنشاء متحف التراث اليهودي، أو متحف متخصص
لتاريخ الحلى والمجوهرات، أو فرع من متحف عالمى كمتحف اللوفر، أو متحف عن تاريخ
المركبات الملكية أو متحف عن تاريخ معركة معينة وهكذا، ورأي البعلي أن هذا النمط
من المتاحف سيجذب الأجانب أيضًا.
البعلي يرى في
تجربتي برلين وواشنطن تجارب جديرة بالالتفات ففي برلين وحدها حوالي 200 متحف نوعي،
وواشنطن هي عاصمة إدارية ليست كثيفة السكان ومقر إداري لرئيس الجمهورية والوزراء
وبها متحف الفن الحديث ومتحف الفضاء مثلا.
وتحمس البعلي لتجربة
إنشاء دار أوبرا ضخمة " الأوبرا سيكون لها نشاط فني كبير وستجذب الأجانب
وتزيد من الدخل فالأجانب على استعداد لحضور حفل أوبرا عايدة بمبالغ تتخطى مئات
الدولارات، كما حدث في حفل أوبرا عايدة في منطقة الأهرامات وأوبرا عايدة في مدينة
الأقصر.
أحمد الفران الباحث
في السياسات الثقافية ومدير المركز البحثى بالجهاز القومي للتنسيق الحضاري طالب
إلى جانب العمل على المشروعات الثقافية العمل أيضا على مسألة الوعي بالثقافة
وإدراج الثقافة في صلب أي عملية تربوية وبالأخص البرامج الإعلامية حتى لا يتلف
الناس ما يتم انشاؤه، واعتبر العمل على الثقافة يشمل العمل على البشر والحجر على
السواء كي تكون العملية الثقافية موفقة بشكل كبيرمع ضرورة اعتبار الثقافة أولوية
وملف أمنى بالغ الأهمية.
وعن مقترحات الفران
بشأن بعض المشاريع التي يمكن العمل عليها لتوريط المواطنين إيجابيا في الثقافة
والفنون قال الفران: "شاهدت في مهرجان قرطاج قبل حفلة للفنان لطفى بوشناق
قيام المسؤولين عن المهرجان بوضع كتاب على كل كرسي قبل دخول الزائرين قاعة الحفل،
كان هذا الفعل شكل من أشكال التوريط الثقافي الإيجابي وأتمنى تطبيقه".
وأضاف الفران أن
السيسي قام بلفتة طيبة حينما كرم مشروع عربية الحواديت في مؤتمر الشباب كان هذا
التكريم تحميس لمبادرات استثنائية خارج الصندوق.
يرى الفران أننا
بحاجة لتطبيق أفكار استثنائية متناسبة مع عصرنا ففكرة قصورالثقافة مثلا كانت بنت
عصرها وقت انشاءها لذلك نجحت وأثمرت جيل السبعينات، نحتاج إلى أفكار يمكن تطبيقها
تتناسب مع الجيل الحالي.
واقترح الفران
الاستفادةمن شبكة المواصلات من وإلى العاصمة الإدارية الجديدة لبناء الوعي
فالمسافة الزمنية الطويلة من قلب المدينة إلى العاصمة الإدارية الجديدة من الممكن
استغلالها للتثقيف من خلال شاشات مثلا داخل هذه الباصات، ويتذكر الفران تجربة
إنشاء متحف اللوفر في أبو ظبي واستغلال وسائل المواصلات لزائري المتحف طوال الطريق
في عرض اللوحات على شاشات داخل وسائل المواصلات وشرحها والحديث عن تاريخها وعن
مبدعيها.
وأضاف الفران:
"من الممكن توزيع كتب بشكل مجاني أو تشغيل كتب صوتية أو عرض مواد ترفيهية
لكنها هادفة كالسينما والمسرح مثلا على شاشات صغيرة داخل الباص، كما يمكن وضع
أكشاك للكتب في المحطات الرئيسية لوسائل المواصلات لتبديل الكتب مجانا".
العاصمة الإدارية
يجرى العمل على منشآتها الإدارية وإلى جانب يجرى العمل على انشاء مدينة الفنون
وهذه المدينة تقام على مساحة 127 فدانًا، وتضم عددًا من المسارح وقاعات العرض
والمكتبات والمتاحف والمعارض الفنية، لكل أنواع الفنون التقليدية والمعاصرة، من
موسيقى ورسم ونحت ومشغولات يدوية وغيرها،كما تحوى المدينة قاعة احتفالات كبرى
تستوعب 2500 شخصًا مجهزة بأحدث التقنيات، المسرح الصغير به قاعتان تستوعبان 750
فردًا للعروض الخاصة.
ويجري أيضا إنشاء
مسرح الجيب الذى يستوعب 50 شخصًا ومسرح الحجرة، ومكتبة موسيقية، ومكتبة مركزية تسع
6000 شخصًا، فضلا عن قاعة رئيسية تسع ما يقرب من 2000 فرد، فضلًا عن مسرحين
للموسيقى والدراما، إضافة إلى مركز الإبداع الفنى ومتحف الشمع، ودار للأوبرا تضم 3
قاعات مسرحية بسعة 3300 كرسى، بالإضافة إلى مسرح خارجي.
المصدر الدستور https://www.dostor.org/2812080