العاصمة الادارية هى الحل

العاصمة الادارية هى الحل
  • العاصمة الإدارية الجديدة
  • 2019/10/28

كتب جمال جاب الله فى الاهرام مقاله الاسبوعى بعنوان العاصمة الادارية هى الحل باعتبارها هى البديل للقاهرة التى اثقلت بالاعباء عبر السنين واصبحت لا تتحمل المذيد ، واليكم نص المقال .

بشهادة الأستاذ مكرم محمد أحمد، رئيس المجلس الأعلى للإعلام، فقد غرقت قاهرة المعز "في شبر ميه"، ولم تعد مؤهلة لاستقبال حفنة من الأمطار.. بالتالي، لم يعد أمامنا أي مفر سوى الامتثال لقرار بناء عاصمة إدارية جديدة، والإسراع في تشييدها وتسليمها، مهما تعددت الرؤى، وتباينت الاجتهادات حول الأولويات.

مَنْ مِنَ المصريين لا يتحدث همسًا، أو علنًا، بأن الحياة العصرية الحديثة، أو حتى بحدها الأدنى، بالقاهرة، أصبحت لا تطاق، فهي المدينة الوحيدة في العالم التي تتخذ كعاصمة، منذ 5 آلاف سنة، ولم تعد قادرة - بأي حال من الأحوال - على تحمل كثافتها السكانية، وازدحام المرور، وتلوث البيئة، فضلًا عن تهالك بنيتها التحتية. 

الصدفة هيأت لي أن أكتب يوم الإثنين الماضي عن الحالة "البائسة" التي مرت - وتمر- بها القاهرة، أي قبل يوم واحد من غضب الطبيعة المفاجئ، الثلاثاء، مما لزم التنويه إلى وجوب الانتقال إلى عاصمة جديدة وعصرية، تليق باسم مصر. 

لم أكن أدري أن الأقدار تخبئ لي أن أقضي 10 ساعات خلف عجلة قيادة السيارة - من الرابعة بعد الظهر وحتى الثانية من صباح اليوم التالي - لأقطع المسافة بين التجمع الخامس وأرض الجولف، وسط شلل مروري كامل، لكي أصل إلى بيتي. 

في مقالات ثلاث سابقة، كتبت عن حصيلة زيارتين ميدانيتين، قمت بهما لموقع العمل في العاصمة الإدارية الجديدة، على بعد 45 كيلو مترًا من القاهرة الكبرى، وتبلغ مساحتها 700 كيلو متر مربع، ومن المتوقع أن يسكنها 6 ملايين نسمة. 

اليوم أستكمل نقل شهادة خبير إنشائي صيني رفيع، يقود فريقًا هائلًا من المهندسين والفنيين والإداريين والعمال، من مصر والصين، لبناء حي المال والأعمال CBD، وينظر إلى هذا المشروع باعتباره التاج على رأس العاصمة الإدارية، والبرج الأيقوني  ICONIC TOWER، بارتفاع 385 مترًا، وهو الأعلى في الشرق الأوسط وإفريقيا، هو درة هذا التاج، ضمن 20 برجًا سكنيًا وإداريًا وتجاريًا وترفيهيًا وفندقيًا، على مساحة 1.710 مليون متر مربع. 

يقول المهندس تشانغ وي تساي، المدير العام للفرع المصري للشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية CSCEC :  مصر دولة عظيمة ولديها فرصة كبيرة للنمو والتطور بسبب موقعها الإستراتيجي بين ثلاث قارات، واستقرارها السياسي، وتوفر الأيدي العاملة. 

وأشار إلى أن العقدين الماضيين شهدا بطئًا في معدلات التنمية بمصر، ومع قيام مصر بوضع إستراتيجية للتنمية المستدامة، رؤية مصر 2030، تزامنًا مع طرح الصين المبادرة المتمثلة في الحزام والطريق، تهيأت الفرصة لإنشاء عاصمة إدارية جديدة. 

وقد اختارت مصر صديقًا عظيمًا، هو الصين، ليكون الشريك الإستراتيجي، في بناء وتمويل حي المال والأعمال بالعاصمة الإدارية، CBD، لتتحقق نقلة حضارية كبرى، مزودة بالخدمات، وتضمن أسس المدن الذكية المستدامة، وتربط أحياءها بشبكة من الطرق لاستخدام المشاة والدراجات وزراعة الأشجار، وتحقق لسكانها أحدث معايير الجودة للحياة الإنسانية، وتوفر جميع خدماتها إلكترونيا.

أوضح المهندس تشانغ وي تساي أن بناء عاصمة إدارية جديدة من شأنه التخفيف من ازدحام المرور في القاهرة الكبرى، ودفع عجلة الاقتصاد، وتوفير معيشة عصرية لنحو 6 ملايين نسمة، وتحسين صورة مصر في الخارج.

وقال: "يتحدث الكثيرون عن دبي، وأبراجها، وناطحات سحابها، وأنها مدينة أفضل في مظهرها من القاهرة، في حين، قبل 20 عامًا، كان مظهر العاصمة المصرية أحسن من دبي بكثير، وهنا تكمن حكمة القيادة السياسية في إنشاء عاصمة إدارية جديدة، مرتبطة بتنمية محور قناة السويس، وبنهضة عمرانية كبرى في جميع أنحاء مصر". 

ويستطرد الخبير المعماري الصيني الكبير قائلا: "يتساءل البعض عن مدى الحاجة لتشييد أبراج وناطحات سحاب في قلب عاصمة إدارية، متطورة وجديدة، بناء على قروض وتمويل خارجي؟ وردًا على هذا السؤال أقول: بعد 8 إلى 10 سنوات سوف يفتخر المصريون بما أنجزوه، ليس- فقط – في بناء حي المال والأعمال بأبراجه الشاهقة، ولكن- أيضًا - بباقي الأحياء الحكومية والسكنية والخدمية والفندقية، التي ترفع من مستوى تقدم وتحضر المدن المصرية أمام العالم". 

وضرب المهندس تشانغ وي تساي مثلا بما شهدته مدينة شنغهاي الصينية، قائلا: "في الثلاثينيات كانت شنغهاي هي باريس الشرق، ومرت بها عقود من الجمود، ثم نهضت بمبانيها وبأبراجها الشاهقة لتصبح أكثر المدن تطورًا في شرق آسيا". 

وقال: "الشركة الصينية العامة للهندسة المعمارية تتعاون مع عدد من شركات المقاولات المصرية، وتوظف أحدث التقنيات من الخامات والمعدات، لصنع خليط حضاري فريد بالعاصمة الإدارية، كما أنها تطبق نموذج أعمال 4 في واحد، لتحقيق التكامل بين التخطيط والتصميم والتطوير مع توفير البنية التحتية.

ونصح بأن يتم التركيز على إنشاء المرحلة الأولى من العاصمة الإدارية الجديدة، وتكون المساحة في حدود 100 كيلو متر مربع من الإجمالي 700 كيلو، لاستيعاب مليون نسمة، وتكون مدينة متكاملة تسكنها جميع الطبقات، وفى مقدمتها المتوسطة، على أن تتوافر فيها كل مزايا المدينة الحضارية الحديثة. 

وأخيرًا، أشاد المهندس تشانغ وي تساي بدرجة الكفاءة والخبرة والذكاء، التي يلمسها في زملائه ومرءوسيه من العمالة المصرية، مؤكدًا أن الشركة الصينية لديها خطة للتنمية البشرية بإيفاد خبراء لمصر بجانب الموجودين حاليًا لتدريب العمالة المصرية وتنميتها.

 للمقال من المصدر : http://gate.ahram.org.eg/News/2318201.aspx